بقدرة الله تعالى).
فبقاء الروح ممّا لا ينبغي الشكّ فيه ، وسيأتي الدليل عليه كتاباً وسنّةً واجماعاً بل حتّى العقل والوجدان يشهد ببقائه ، وحيويته ، وتصرّفاته كما ثبت في العلم الحديث ، ولمسته المقابلات الروحيّة بين الأحياء وبين الأموات على الصعيد الروحي ، ممّا تلاحظ جملةً منه في كتاب (مردگان) ص٣٧ و٤٩ ، فراجع.
وغير خفيّ أنّ اعادة تلك الأرواح إلى أبدانها بالرغم من تشتّت البدن ولزوم جمع أعضائه ليس من العسير على الله تعالى الذي أنشأها أوّل مرّة وهو بكلّ خلق عليم.
وقد أبان الله تعالى قدرته المطلقة في الأحياء والاماتة في آيات كتاب الكريم : فهو الذي الأرض جميعاً قبضته والسماوات مطويّة بيمينه ، ولا يخفى عليه شيء وهو قادر على كلّ شيء.
الشبهة الثانية : شبهة الآكل والمأكول ، أي أن المأكول صار جزءاً لبدن الآكل فكيف يحشر؟
والجواب : أنه تندفع هذه الشبهة من حديث الكافي المتقدّم : المصرّح ببقاء الطينة الأصليّة المستديرة التي خُلق منها.
حيث يستفاد بقاء الجسم الاوّلى الصغير ، ولا تصير جزء مستحيلاً لبدن الآكل بل تبقى حتّى لو أكلت وبلى جسم الآكل في التراب ، وحتّى لو انتقل إلى بدن آخر ...
فتبعث تلك الطينة الأصليّة ، ويعيدها الله تعالى إلى خلقتها الأوليّة المأكولة.
كما أنّ نفس الآكل يحشر بخلقته الأصليّة ، عارياً عن تلك الطينة ، لتميّز الأجزاء وعود كلّ جزء إلى أصله ، بقدرة الله تعالى العالم المحيط بكلّ شيء علماً.
الشبهة الثالثة : بأيّ جسم يُحشر الانسان ، حيث قد تبدّل الجسم في حياته ، وتغيّر في جزئيّاته على مرّ الأعوام التي عاش فيها؟
والجواب : أنّ جميع أطوار الجسم تتلخّص في الجسم الأخير الذي يموت به الانسان