ويُدفن في قبره ، ويصير تراباً في قبره للأخير من جسمه ، مع أنّ كلّ تراب بدن في أطوار بدنه محفوظ في الأرض غير خارج عنه ، فيجتمع جميع أتربته ، ويعود تراب كلّ جسم إلى قالبه ، كما صرّح به حديث الاحتجاج المتقدّم الذي ورد فيه (فيجتمع تراب كلّ قالب إلى قالبه).
ولا استحالة لهذا الجمع في الأسباب والوسائل العاديّة كالمغناطيس الذي يجمع برادة الحديد المنتشرة في الأرض ، فكيف بقدرة الله تعالى القادر على كلّ شيء والعالم بكلّ جزء.
الشبهة الرابعة : كيف تسع الأرض حشر الجميع مع كثرة الوجودات الانسانيّة والحيوانيّة ، في الأزمنة الطويلة ، ومحدوديّة الأرض؟
الجواب : قوله عزّ اسمه في سورة الانشقاق ، الآية ٣ ـ ٤.
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ).
فانّ في امتداد الأرض وتوسيعها بقدرة الله تعالى وانبساطها حينئذٍ أكبر امكان وكفاية لحشر جميع الخلق بأبدانهم وأرواحهم.
فمسألة المعاد الجسماني حق بلا ريب ، ولا شبهة فيه ولا اشكال.