الخطيب (١) : إسحاق بن إبراهيم بن ميمون ، أبو محمّد التّميمي المعروف والده بالموصلي يقال : إنه ولد في سنة خمسين ومائة ، وقيل : ولد بعد ذلك ، وكتب الحديث عن سفيان بن عيينة ، وهشيم بن بشير (٢) ، وأبي معاوية الضرير ، وطبقتهم. وأخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي ، وأبي عبيدة ، ونحوهما. وبرع في علم الغناء وغلب عليه فنسب إليه ، وكان حسن المعرفة ، حلو النادرة ، مليح المحاضرة ، جيد الشعر مذكورا بالسخاء ، معظّما عند الخلفاء ، وهو صاحب كتاب الأغاني الذي يرويه عنه ابنه حمّاد. وقد روى عنه أيضا الزبير بن بكار وأبو العيناء ، وميمون بن هارون وغيرهم.
قرأت على عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : وإسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني : شاعر متأدب فاضل له روايات كثيرة ، وكتاب مصنّف في الأغاني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) : حدّثني (٥) الحسن بن علي المقنّعي (٦) ، عن محمد بن موسى الكاتب ، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجّم ، عن أبيه ، عن جده ، عن إسحاق قال : بقيت دهرا من دهري أغلس في كل يوم إلى هشيم أو غيره من المحدّثين وأسمع منه ، ثم أصير إلى الكسائي أو الفراء أو ابن غزالة (٧) فأقرأ عليه جزءا من القرآن ، ثم آتي منصور زلزل فيضاربني طريقتين (٨) أو ثلاثة (٩) ، ثم آتي عاتكة بنت شهدة (١٠) فآخذ منها صوتا أو
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٨ وبغية الطلب ٣ / ١٤١٤ وباختلاف في الأغاني ٥ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٢) في تاريخ بغداد : «بشر» خطأ.
(٣) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٧٦.
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٠.
(٥) تاريخ بغداد : حدثنا.
(٦) ضبطت عن الأنساب بضم الميم وفتح القاف والنون وتشديدها ، لم يذكر السمعاني إلى أي شيء هذه النسبة. وذكره وترجم له.
(٧) كذا بالأصل وتاريخ بغداد والأغاني وفي تاج العروس (غزل) : وعبد الرحمن بن أحمد بن غزال مقرئ.
(٨) كذا بالأصل وم.
(٩) كذا بالأصل وفي تاريخ بغداد : «طريقين» وفي الأغاني : «طرقين» ولعله الصواب فالطرق بالفتح صوت أو نغمة بالعود ونحوه ، يقال : تضرب الجارية كذا طرقا.
(١٠) إحدى المغنيات ، أمها جارية الوليد بن يزيد وكانت بدورها مغنية انظر الأغاني ٦ / ٥٧ ط بولاق.