صوتين ، ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأحدّثهما وأستفيد منهما ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت ، ومن لقيت وما (١) أخذت وأتغدى معه ، فإذا كان العشي رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، نا ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، نا الأصمعي قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : مكثت أيام الرشيد أبكّر إلى هشيم ووكيع فأسمع منهما ثم أنصرف إلى عاتكة بنت شهدة وزلزل الضارب فتطارحني عاتكة صوتين ثم آخذ من زلزل طريقتين ، ثم أنصرف فأبعث إلى أبي عبيدة والأصمعي فيكونان عندي إلى بعد الظهر ، ثم أروح إلى أمير المؤمنين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) : أخبرني الحسين بن علي الصّيمري (٣) ، نا محمد بن عمران بن موسى الكاتب أخبرني محمد بن يحيى ، أخبرني عون بن محمد الكندي أن محمد بن عطية العطوي (٤) الشاعر حدّثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه ، فوافاه إسحاق بن إبراهيم فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم ، ثم تكلم في الفقه فأحسن ، وقاس واحتج ، وتكلّم في الشعر واللغة ، ففاق من حضر ، فأقبل على يحيى فقال : أعزّ الله القاضي ، أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته نقص أو مطعن؟ قال : لا ، قال : فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها وأنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه؟
__________________
(١) عن تاريخ بغداد والأغاني وبالأصل «ومن».
(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣.
(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٦١٥ (٤١٢).
(٤) هو محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطوي مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، من أهل البصرة ، كان يعد في متكلمي المعتزلة ، ويذهب مذهب الحسين النجار في خلق الأفعال ، له شعر يستحسن ، ومن ذلك قوله :
يأمل المرء أبعد الآمال |
|
وهو رهن بأقرب الآجال |
(الأنساب : العطوي).