أعراب زبيد ، فما أذن له الوزير بالمسير مما رامه المذكور فعند ذلك أغارت أعراب زبيد ومعهم أخو وادي فحل ، وابن أخيه سمرمد وأخذوا من سواد العراق أغنامه وأمواله ، وقطعوا طريق الحلة وأخذوا بعض الخانات ، وتبيّن وجه تعدّيهم ، وخلع الطاعة ، وبان صريحا أنهم يريدون أن يغتالوا الشيخ صالح العيسى ، فعند ذلك أذن الوزير له بالمسير على الجانب الشرقي من بغداد على طريق جسّان وبدرة وألحقوه بمدد بعض العسكر من أعراب نجد راجلين ، وهم من عقيل وكان ظهوره يوم ١٣ من جمادى الآخرة» اه (١).
غارات زبيد :
«في أوائل جمادي الآخرة كثرت الغارات من أعراب زبيد حتى أنهم وافقوا في دجلة خمس سفن محمّلات أموالا للتجار ، فعاقوها عن المسير ، وهؤلاء هم أعراب وادي. ومع هذه الغارات الجمّة يسمع الوزير ولم يرسل عسكرا لقتال هؤلاء الباغين ، وذلك بعكس عادة الوزراء الماضين في العراق ، فإنهم إذا سمعوا بأن أعرابا أخذوا ، ركبوا بأنفسهم ، أو أرسلوا من يقوم مقامهم لأجل فك أموال الناس من المعتدين.
وهذا الوزير جمع العساكر في الديوانية ، ولم يحارب هؤلاء المتجاسرين والذي أحوجهم إلى خلع الطاعة بطشه بهم ومماشاتهم على غير المعتاد ، فإنه قد ذكرنا في تاريخنا هذا أنه سيّر إلى إسلامبول مقدار عشرين رئيسا من رؤساء العرب ، وبعضهم محبوسون بالقلعة مهانين ينقلون الأحجار والتراب على ظهورهم ، وهم من كرماء العرب
__________________
(١) التاريخ المجهول. وفي عشائر العراق ج ٣ ص ٣٥ بيان عن وادي الشفلح وإخوته ، والملحوظ أن سمرمدا هو ابن حمد أخي وادي ، ورئيس زبيد اليوم مزهر ابن سمرمد.