هذا الباشا ، ومن بعد وصولهم إلى البصرة انهزموا ، ويقال إنهم خمسة وخمسون رجلا ، وما بقي منهم محبوس سوى سبعة أو ثمانية. ثم جاؤوا إلى بغداد ، واشتغلوا بالسرقة. يختفون في النهار ، ويسرقون في الليل من البيوت.
ثم إن الوزير نامق باشا ابتدأ بزيادة الحرس حتى يمسكوا هؤلاء المفسدين ، وظف بعض العساكر ، وجماعة من أهل البلد يدورون في الليل فمسكوا البعض منهم ، وحبسهم في القلعة مقيدين مكبّلين في الحديد .. اه (١).
نعلم أن محمد منيب باشا عيّن متصرفا على البصرة (قائممقاما) سنة ١٢٧٧ ه ، وسافر إلى بغداد في غرة صفر سنة ١٢٧٨ ه ثم عاد إلى البصرة في التاريخ المذكور ، أو في ١٢ شعبان سنة ١٢٧٨ ه ومعه نامق باشا والي بغداد والسيد علي نقيب أشراف بغداد ومكثا في البصرة بضعة أيام ثم رجعا. وأما منيب باشا فقد أخذ ينفذ الأوامر المعطاة له من نامق باشا ، فأدّب العصاة .. وأعلن أن محافظة الأملاك والمحاصيل وجباية الميري من وظائف الحكومة ، فلا يحق لأحد التدخل في أمرها ، وطرد عشائر المنتفق من التدخل ، واستحصل بقية جباية الميري ، وثبّت لأهل البصرة أملاكهم .. وأمنهم في أوطانهم ، وقمع الفتن ...
وكان الأخرس قد مدح الوالي بقصيدة طلب فيها أن يصلح البصرة لما أصابها من خراب. وكذا مدح منيب باشا والي البصرة (٢).
وفي أواخر سنة ١٢٧٨ ه تعين منيب باشا رئيسا لمجلس الإعمار في بغداد وعهد إليه بمهمة السداد في الجزائر وإصلاح مستنقعاتها ،
__________________
(١) التاريخ المجهول عينا.
(٢) ديوان السيد عبد الغفار الأخرس ص ١٧١ و ١٧٤.