مثل الجزية عند رأس كل سنة يأخذون من بعض العشائر من كل رجل له زوجة ٦٠٠ قرش وليس بالسوية حيث بعضا منهم يأخذون من الرجل (١٥٠٠) قرش ، وليس بالسوية حيث بعضا منهم يأخذون من الرجل (١٥٠٠) قرش ، وأقلّهم (٣٠٠) قرش.
وهؤلاء المسلمون مظلومون ، حيث سابقا كان يعطى الرجل خمسة عشر قرشا والذي ضاعفها هذا الكلب ملا علي الخصي ، يسمى في أول أمره ، وآخر أيامه سمي علي أفندي ، بل غصب أموال الناس أكثر من حاج أفندي (أسعد ابن النائب) .. وهذان الظالمان لو تحرر جميع ما هم عليه لأدى إلى تكذيب المؤرخين ، ولكن علم الله وكفى طالعت جمّا من كتب التواريخ فلم أجد أجرأ من هذين الباغيين فإن ابن النائب كان يجرم خفية ، وهذا الكلب الخصي يغصب عيانا مجاهرة ، ويفتخر بفعله والوزير علي باشا مطلع بذلك ولم يعارضه ، ولا ينهاه .. فالخصي المذكور كان مقدما عنده ، وكان يظهر إلى خارج البلد ، وينهب سواد العراق وهم أعراب ، فلاحون ، يزرعون لهم أراضيهم ، ويؤدون الخانة (البيتية) المذكورة ، يأخذ أغنامهم ، وجميع مالهم من الدواب ، ويبيعونها على جزّاري بغداد غنمهم والبقر يرمونها على أهالي البساتين ، ويحسبونها عليهم ، الدابة التي تباع بمائة يأخذون منهم ثلاثمائة ، وأمثال ذلك ، حتى أنهم إذا مات شيء من هذه الدواب يقطون أذناها (كذا) ويجرونها بثمن دابة حيّة قبل تسليمهم إياها ، ولزيادة طغيانه يحبس الناس في بيته ويضربهم أشد ضرب ، ولا يطلقهم حتى يأخذ منهم مالا ، لا يستطيعون أداءه ، ويبيعون أملاكهم ، وهم مسجونون عنده في بيته.
ومع هذا الظلم الفاحش من هذا الكلب يتصدق على فقراء الناس من مال الناس ، وأن أعجاما تبعة إيران قطّانين يبيعون القطن رمى عليهم جاموسا ، ويأخذ أضعافا عن أثمانهن مضاعفة ، وعلى بياعي الحطب يرمي عليهم جاموسا ، ويأخذ كما يأخذ من المذكورين.