فإن كان هذا ثبتا عندهم فقياس قول الخليل أن تكون «هرّكلة» : «هفّعلة» فتكون الفاء هنا مضعفة ، فيضاف هذا الحرف إلى «مرمريس» (١) لأنه لم تكرر الفاء إلا هناك وفي «هرّكلة» إن صحت ، على قول الخليل.
ويجيء على قياس هذا القول أن يكون قول الراجز (٢) :
باتت بليل ساهر وقد سهد |
|
هلقم يأكل أطراف النّجد (٣) |
وزنه «هفعل» ، لأنه من «اللّقم» (٤).
ونحو منه قول العجاج (٥) :
بسلهبين فوق أنف أذلفا (٦)
ويجوز لقائل أن يقول : إن «سلهبا» : «فعهل» لأنه من معنى السّلب ، وهو الطويل.
وقال أبو عثمان : رأيت أبا عبيدة محموما يهذي ، ويقول : دينار كذا وكذا ، فقلت للطبيب : سله عن «الهركولة» ما هي؟ فقال : يا أبا عبيدة. قال : ما لك؟
قال : ما الهركولة؟ قال : الضخمة الأوراك.
وحكى فيها أبو زيد : «هركلة» و «هركلة». فأما ما عليه أكثر الناس فإنما الهاء في «هبلع» و «هجرع» و «هركولة» أصل.
__________________
(١) المرميس : الداهية. القاموس المحيط (٢ / ٢٥١).
(٢) البيتان في الممتع (ص ٢٢٠) ، واللسان (هلقم) (١٦ / ١٠٣).
(٣) والهلقم : الكثير الأكل. سهد : قلّ نومه. القاموس المحيط (١ / ٣٠٥).
(٤) اللقم : سرعة الأكل والمبادرة إليه. القاموس المحيط (٤ / ١٧٦).
(٥) البيت في ديوانه (ص ٤٩٨) ، وقبله :
وشجر الهداب عنه فجفا
شجر : دفع. جفا : ابتعد. الهداب : ما لم يكن ذا عرض من الورق.
(٦) بسلهبين : بقرنين ، وهما في وصف ثور وحشي. اللسان (١ / ٤٧٤) مادة / سلهب. أذلف : قصير. القاموس المحيط (٣ / ١٤٢).