وحكى أحمد بن يحيى (١) : «هذا أهجر من هذا ، أي : أطول» فهذا يثبت كون الهاء أصلا.
ولست أرى بما ذهب إليه أبو الحسن والخليل من زيادتها في هذه الأسماء الثلاثة بأسا ، ألا ترى أن الدلالة إذا قامت على الشيء فسبيله أن يقضي به ولا يلتفت إلى خلاف ولا وفاق ، فإنّ سبيلك إذا صحت لك الدلالة أن تتعجب من عدول من عدل عن القول بها ، ولا تستوحش أنت من مخالفته إذا ثبتت الدلالة بضد مذهبه ، ألا ترى أنهم قضوا بزيادة اللام في «ذلك» و «هنالك» و «عبدل» وإن لم تكثر نظائر هذا ، فكذلك يقضي بزيادة الهاء في «هجرع» و «هبلع» و «هركولة» و «أمّهات» لقيام الدلالة على ذلك. ولعمري إن كثرة النظير مما يؤنس ، ولكن ليس إيجاد ذلك بواجب ، فاعرف هذا ، وقسه.
فأما الهاء في «إيّاه» فهي على مذهب أبي الحسن حرف جاء لمعنى الغيبة ، كما أن الكاف في «إياك» عنده حرف جاء لمعنى الخطاب ، وقد تقدم القول على صحة ذلك في حرف الكاف (٢) ، فارجع إليه تره.
* * *
__________________
(١) مجالس ثعلب (ص ٤٥٧).
(٢) انظر (ص ٣١٢ ـ ٣١٨).