و «ضلع وأضلع» و «ضبع وأضبع» قال (١) :
يا أضبعا أكلت آيار أحمرة |
|
ففي البطون وقد راحت قراقير (٢) |
و «كبد وأكبد» وقد خرج إليه أيضا ما لحقته الزوائد من ذوات الثلاثة ، قالوا : «عقاب وأعقب» و «أتان وآتن» و «ذراع وأذرع». وكذلك غير هذين المثالين من أمثلة الجموع. وقد تخرج إليه آحاد مختلفة الصيغ والأبنية ، فقد يجوز أن يعرض الإشكال في الواحد منها ، فلا يدرى ما مثاله ، ولهذا ما يتفق العلماء في مثال الجمع ، وتراهم مختلفين في الواحد ، ألا ترى إلى قوله عز اسمه : (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) (الأحقاف : ١٥) فمذهب سيبويه (٣) فيه أنه جمع «شدّة» قال : «ومثاله نعمة وأنعم». وحدثنا أبو علي أن أبا عبيدة ذهب إلى أنه جمع «أشدّ» على حذف الزيادة. قال : وقال أبو عبيدة : وربما استكرهوا في الشعر على حذف الزيادة.
وأنشد لعنترة (٤) :
عهدي به شدّ النهار كأنما |
|
خضب اللّبان ورأسه بالعظلم (٥) |
__________________
(١) البيت لرجل ضبي أدرك الإسلام كما في النوادر لأبي زيد (ص ٢٩٥) ونسبه صاحب اللسان لجرير الضبي. لسان العرب (٤ / ٣٦) مادة / أير.
(٢) أضبعا : جمع ضبع وهو أنثى حيوان من جنس السباع كبيرة الرأس قوية الفكين. آيار : جمع أير وهو عضو التذكر عند الحيوان «القضيب». اللسان (٤ / ٣٦) مادة / أير. أحمرة : جمع حمار وهو معروف. قراقير : من قرقرت البطن إذا صوّتت. يخاطب الشاعر قوما واصفا لهن بأنهن كالأضبع التي أكلت آيار الحمير فصوتت بطونهن. والشاهد مجيء كلمة «أضبع» جمعا «لضبع». إعراب الشاهد : أضبعا : منادى منصوب لأنه نكرة غير مقصودة ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
(٣) الكتاب (٢ / ١٨٣).
(٤) البيت في ديوانه (ص ٢١٣) وهو من المعلقة.
(٥) شد النهار : ارتفاعه. خضب : طلى. اللسان (١ / ٣٥٧) مادة / خضب. اللبان : شجيرة شوك لا تسمو أكثر من ذراعين ، له حرارة في الفم. اللسان (١٣ / ٣٧٧). العظلم : صبغ أحمر ، وقيل : هو الوسعة. اللسان (١٢ / ٤١٢). يقول : لقد طعننه بالرمح وشججت رأسه وقطعت أصابعه حتى تركت أصابعه ورأسه وكأنهما قد طليا بالصبغ الأحمر. ـ