أدعى له إلى الزيارة ، كما كان الباب الأول أدعى له إلى الترك ، فهذا بيان هذا الفصل وتلخيص ما فيه ، وذكر السبب الداعي إلى حذف الأجوبة منه.
وقد زيدت الواو على الحرف المضموم إذا وقفت عليه مستذكرا لما بعده من الكلام فتقول : الرجل يقومو ، أي : يقوم غدا أو نحوه ، والرجل ينطلقو ، أي : ينطلق إلينا ، ونحو ذلك ، فمدّوا بالواو لأنهم لا ينوون القطع. ويزيدون أيضا على الواو واوا أخرى عند التذكر ، فيقولون : زيد يغزوو ، ومحمد يدعوو ، جعلوا ذلك علامة للاستذكار ، وأنه قد بقيت بقية من الكلام ، وتكلفوا الجمع بين الساكنين لذلك.
وقد حذفت الواو فاء ، نحو «يعد» و «عدة» و «تقيت زيدا» وهو كثير.
وعينا في حرف واحد ، وهو «حب» في زجر الإبل ، و «سف» في معنى «سوف» ولاما في «أخ» و «أب» و «غد» و «هن» و «كرة» و «لغة» ونحو ذلك.
وقد زيدت الواو في نحو قولهم : كنت ولا مال لك ، أي : كنت لا مال لك ، وكان زيد ولا أحد فوقه. وكأنهم إنما استجازوا زيادتها هنا لمشابهة خبر كان للحال ؛ ألا ترى أن قولك : كان زيد قائما ، مشبّه من طريق اللفظ بقولهم : جاء زيد راكبا ، وكما جاز أن يشبه خبر كان بالمفعول فينصب ، فغير منكر أيضا أن يشبه بالحال في نحو قولهم : جاء زيد وعلى يده باز ، فتزاد فيه الواو.
* * *