إن زرتني فأنا أزورك إذن ، وأنا أحسن إليك إذن ، فلما ساغ الوقوف عليها جاز إبدال الألف من نونها.
والوجه الآخر الذي امتنع له إبدال الألف من نون «عن» و «أن» ولم تجر النون فيهما مجرى نون «إذن» أن نون «إذن» بالتنوين أشبه من نون «عن» و «أن» ، وذلك أن «إذن» على ثلاثة أحرف ، فإذا شبّهت النون وهي ثالثة الحروف بنون الصرف جاز ذلك ، لأنه قد تبقّى قبلها حرفان ، وهما الهمزة والذال ، فيشبهان من الأسماء «يدا» و «غدا» و «أخا» و «أبا» و «دما» و «سها» و «فما» ونحو ذلك من الأسماء المنقوصة التي يجوز أن يلحقها التنوين ، فيصير قولك «إذا» كقولك : رأيت يدا ، وكسرت فما ، وأكرمت أبا ونحو ذلك ، و «عن» و «أن» ليس قبل نونهما إلا حرف واحد ، وليس في الأسماء شيء على حرف واحد يجوز أن يلحقه تنوين ، فلم يكن لـ «أن» و «عن» شيء من الأسماء يشبهانه ، فتشبّه نونهما بتنوينه ، فتبدل ألفا كما يبدل تنوينه ألفا ، فاعرف ذلك.
والقول في «لن» كالقول أيضا في «عن» و «أن» في هذا الفصل وفي الذي قبله جميعا سواء.
فأما قولهم في اللعب واللهو «ددن» و «ددا» فليست الألف فيه بدلا من نون «ددن» من قبل أنها في لغة من نطق بها بالألف ثابتة موجودة في الوصل والوقف جميعا ، وذلك نحو قولهم : هذا ددا يا هذا ، ورأيت فيك ددا مفرطا ، وعجبت من ددن رأيته في فلان ، ولو كانت الألف في «ددا» بدلا من النون في «ددن» لما وجدت في الوصل ، كما أن ألف «إذا» لا توجد في الوصل ، إنما تقول : إذن أزورك ، ولا تقول : إذا أزورك. ومنهم من يحذف اللام ، فيقول «دد». قال أبو علي : ونظير «ددن» و «ددا» و «دد» في استعمال اللام تارة نونا ، وتارة حرف علة ، وتارة محذوفة «لدن» و «لدى» و «لد» ، كل ذلك يقال فاعرفه.
* * *