إنّ أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها (١) |
وفيها (٢) :
واشدد بمثنى حقب حقواها (٣)
وعلى هذا تتوجه عندنا قراءة من قرأ : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) (طه : ٦٣) (٤) وقد ذكرنا هذه المسألة في باب النون بما أغنى عن إعادته.
واعلم أن سيبويه يرى أن الألف في التثنية كما أنه ليس في لفظها إعراب ، فكذلك لا تقدير إعراب فيها كما يقدّر في الأسماء المقصورة المعربة نية الإعراب ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : هذا فتى ، ففي الألف عندك تقدير ضمة ، وإذا قلت : رأيت فتى ، ففي الألف تقدير فتحة ، وإذا قلت : مررت بفتى ، ففي الألف تقدير كسرة ، وهو لا يرى أنك إذا قلت : هذان رجلان أن في الألف تقدير ضمة ، ولا إذا قلت : مررت بالزيدين ، وضربت الزيدين أنّ في الياء تقدير كسرة ولا فتحة ، ويدل على أن ذلك مذهبه قوله : «ودخلت النون كأنها عوض لما منع من الحركة والتنوين» (٥) ، فلو كانت في الألف عنده نية حركة لما عوّض منها النون كما لا يعوّض ، منها في قولك :
هذه حبلى ، ورأيت حبلى ، ومررت بحبلى ، النون.
__________________
(١) الشاهد فيه (أباها) الثالثة لأنها مجرورة حيث جاءت بالألف في حالة النصب ولم تقلب ياء. إعرابه : أبا : اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على الألف. ويحتمل أن يكون منصوبا بالألف نيابة عن الفتحة ، وأبا مضاف والضمير مضاف إليه مبني في محل جر.
(٢) البيت ذكر في الخزانة (٣ / ٣٣٨) ، وشرح المفصل (٣ / ١٢٩) ، وشرح ابن عقيل (١ / ٥١).
(٣) الشطر الثاني من البيت : (ناجية وناجيا أباها) وهو موضع الشاهد في قول الشاعر (أباها) حيث يعرب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع ظهورها التعذر ، وهذه لغة القصر. ولو جاء به على لغة التمام لقال (وناجيا أبوها) على أنها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة.
(٤) الشاهد فيه (هذان) حيث نصبت بفتحة مقدرة ، ولم تقلب الألف ياء.
(٥) انظر / الكتاب (١ / ٤).