وتزاد الياء بمعنى الاسم في نحو «غلامي» و «صاحبي». وللعرب في هذه الياء لغتان ، منهم من يفتحها ، ومنهم من يسكنها ، فمن فتحها قال : هي اسم ، وهي على أقل ما تكون عليه الكلم ، فقوّيتها بالحركة كما فتحت كاف المخاطب في نحو : رأيتك ، ومررت بك. ومن سكّنها قال : الحركات على كل حال مستثقلة في حرفي اللين ؛ ألا ترى أن من قال في قصعة ، وجفنة : قصعات ، وجفنات لم يقل في نحو جوزة ، وبيضة إلا جوزات ، وبيضات بالإسكان.
فأمّا ما جاء عنهم من قول الشاعر (١) :
أبو بيضات رائح متأوّب |
|
رفيق بمسح المنكبين سبوح (٢) |
فشاذ لا يقاس عليه باب.
فأما الياء في «إيّاي» فقد تقدم من قولنا في حرف الكاف إنها على مذهب أبي الحسن حرف لمعنى التكلم ، كما أن الكاف في «إياك» لمعنى الخطاب ، وإنها هنا ليست على هذا القول باسم ، كما أن الكاف ليست هناك باسم. ومن رأى أن «إيّاك» بكماله هو الاسم كانت «إياي» أيضا بكمالها هي الاسم. ومن رأى أن الكاف في «إياك» في موضع جر بإضافة «إيّا» إليها ، رأى أيضا مثل ذلك في الياء من «إيّاي» ، وكان ذلك في الياء أسهل منه في الكاف ، وذلك أن الكاف قد رأيناها في نحو «ذلك» و «أولئك» و «هنالك» حرفا لا محالة ، ولم نر نحو الياء التي في «إياي» حرفا في غير «إيّاي» ، إلا أن أبا الحسن أجرى الياء هنا مجرى الكاف في إياك ، وقد تقدم من الحجاج في باب الكاف ما يصح به مذهب أبي الحسن وإن كان غريبا لطيفا.
__________________
(١) نسب البيت في خزانة الأدب (٣ / ٤٢٩) للهذلي ، والخصائص (٣ / ١٨٤) ، وشرح المفصل (٥ / ٣٠) بغير نسب.
(٢) رائح : الذهاب بالعشي. اللسان (٢ / ٤٦٤). متأوب : يسير النهار أجمع وينزل الليل. سبوح : يسبح بيديه في سيره. اللسان (٢ / ٤٧٠) مادة / سبح. الشاعر يصف ذكر النعام بأنه يسير نهار وليلا بانتظام ورقة ، ويعلم كيف يحرك منكبيه أثناء السير والجري. والشاهد فيه (بيضات) حيث حركت الياء وهو شاذ لا يقاس عليه فأصله (بيضات) بسكون الياء.