حلفاء للمسلمين.
وإذا لم يقدر القاتل على عتق رقبة سواء كان فقيرا ، أو لانعدام الرقبة المستعبدة كما هو الوضع في عصرنا الحاضر ، فتتحول الكفارة الى صيام.
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا)
أي أن يعفو أهل القتيل عن الدية تقربا الى الله ، وتصديقا بوعده بثواب العافين عن الناس.
(فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)
إذا كان القتيل مؤمنا ، بيد أن قومه كانوا أعداء محاربين لكم ، فهنا تسقط الدية وتبقى الكفارة فقط.
(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ، فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)
لان الميثاق محترم في الشريعة الاسلامية حتى إذا كان طرفه كافرا.
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)
يضع انظمته بعدالة تامة فمثلا : الاعتداء على النفس يجب ان يقابل بتحرير نفس من العبودية ، ذلك ان الحرية تطلق طاقات العبد المؤمن ، وتجعله يعوض ما فاته في الحياة الاجتماعية عن القتيل الذي خسره المجتمع.
أما الصيام فانه يأتي بالدرجة الثانية ، ليربي صاحبه على الالتزام الأشد في تصرفاته ، حتى لا يخطئ مرة ثانية فيقتل مؤمنا آخر خطأ.