من طرف المجرمين ، إلا إذا كانت القيادة مبدئية تتمسك بالرسالة ، وينقذها الله في لحظة الضغوط ببعض الانتصارات التي تجعلها مطمئنة الى قوتها في مواجهة الضغوط ، والرسالة هي فضل الله ، والانتصارات وركائز القوة هي رحمة الله.
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ)
والواقع أن تلك الطائفة قد خططت فعلا لتضليل القيادة ، ولكنهم حين وجدوا امامهم طود الايمان الراسخ تراجعوا ولم يحركوا ساكنا وكأنهم لم يهموا بذلك أبدا ، وهذا من بلاغة القرآن حيث بيّن أنهم لم يهموا بالرغم من ان النية كانت موجودة لديهم ، ولكنهم حين لم يجرءوا بتنفيذها فكأنهم لم يهموا ..
(وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ)
ذلك لأن الإنسان إذا أراد أن يضلل الناس تترسخ عنده الضلالة أكثر فأكثر ، وكذلك كل صفات الإنسان العقلية والنفسية ، انك حيث تريد ان تعلم أحدا شيئا يزداد علمك ، وإذا أردت أن تهدي أحدا تزداد هدى.
(وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ)
بالرغم من تهديدهم لك بأنهم سوف ينضمون الى الجبهات المعادية لو لم تسكت عنهم ، ذلك لأنهم عناصر انتهازية ، وهم لا ينفعون جبهتك أبدا.
وأنك يا رسول الله تمثل قيادة رسالية ذات دستور ثابت متمثل في (الكتاب) وذات رؤية استراتيجية ذكية ناجحة متمثلة في (الحكمة) وهذا هو فضل الله عليك. ومن جهة أخرى إنك تملك يا رسول الله العلم وهو قوة هائلة لدحر العدو