يُظْلَمُونَ نَقِيراً)
أي لا يظلمون حتى بقدر ما في الحفرة الصغيرة الموجودة في طرف نواة التمرة ، أو بمقدار موقع نقر الناقر.
وشعور الإنسان بأن كل أعماله حسنة محفوظة له ، وهو مجزي بها عن قريب ، هذا الشعور يدفعه الى التسارع في الأعمال الحسنة ، ومحاولة مضاعفتها يوما بعد يوم ، وساعة بعد ساعة.
ولكي يدفع الشيطان البشر الى التكاسل يوحي اليه : أن سيئاته تغفر له بشفاعة فلان وعلّان ، وان حسناته لا تقبل منه ، لذلك نجد القرآن يؤكد عبر هاتين الآيتين أن للحسنات والسيئات جزاءها العادل من دون نقصان.
خط إبراهيم :
[١٢٥] ليس التوجه الى الأصنام ، والتنافس في عبادتها ، وتفاخر كلّ فريق بصنمه ، ليس ذلك هو الدين الحسن إنما الدين الحسن هو ما فعله إبراهيم حين أعرض عن كل رموز الشرك والضلالة ، وكل أصنام الظلم والعبودية ، وتوجه الى الله وحده ، وأخلص العبودية له ، وأسلم وجهه له. أي بوجهه كاملا اليه ، فلم يهدف شيئا غير وجه الله سبحانه ، ثم تزود بالصالحات فلم يكتف بالواجب منها فقط. بل أكثر منها حتى أصبح محسنا.
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)
أي مشى على طريقة إبراهيم في رفضه الأصنام والرموز الحجرية والبشرية.
(وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)
فانتفع إبراهيم برفضه العبودية للأصنام والشركاء نفعا عظيما ، حيث قربه