الإسلام أعطاها هذا الحق منذ اليوم الاول.
والواقع ان الجاهلية لا تستطيع إلّا ان تظلم الضعفاء ، والمرأة هي العضو الضعيف في المجتمع ، ولا يزال العالم الغربي يظلمها في شخصيتها وحقوقها العامة.
ويسمي القرآن المهر صداقا ليبيّن فلسفته التي هي : المصادقة على عهد الزوجية ، ذلك ان الرجل يغري فتاة بحلم الزواج ، وعند ما يقضي ووطره منها يتركها للفحشاء ، فكان عليه ان يقدم دليلا على صدق حبه لها ، وحسن نيته في ادعاء الزواج ، وذلك الدليل هو المهر ، من هنا قال ربنا :
(وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً)
النحلة هي : العطاء ، أي قدموا لهن المهر عطاء لا رجعة فيه ، والهنيء ما يسبب الراحة النفسية ، والمريء ما يسبب الراحة الجسدية.
ولا ريب ان المال الحلال الذي يأكله الإنسان براحة نفسية يعطي الجسد راحة جسمية أيضا لطبيعة العلاقة بين النفس والجسم.
البعد الاجتماعي في الحق المالي :
[٥] المال حق من حقوق الفرد ، ولكنه ملك لجميع الناس ، وللناس أن يفرضوا الرقابة عليه لئلا يصبح أداة فساد ، ولذلك فان السفهاء يحرمون من حق التصرف في أموالهم ، لان تلك الأموال هي أموال المجتمع قبل أن تكون للسفهاء.
ولأن المال وضع ليؤدي دور المنظم لا نشطة المجتمع ، والحافظ لجهود الناس ،