لا يعذب البشر قبل ان يقطع عليهم الحجج ، ويسوق إليهم بالاعذار.
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)
فلو لم يبعث الرسل بالبشارة والإنذار ، ثم عذاب من عذب ونعم من نعم ، إذا لكان ذلك مناقضا لعزته وحكمته ، وبالتالي دليلا على انه أما أن يكون غير قادر ، أو غير عارف بالمصالح وبظرف العمل سبحانه عن ذلك.
شهادة الله دليل صدق الرسالة :
[١٦٦] والدليل الثاني على صدق الرسالات شهادة الله الذي انزل الوحي بعلمه ، ولكن كيف يشهد الله؟
ان الله زود الإنسان بعقل ، وان عقله يهديه الى معرفة الله من خلال التفكر في آيات الوجود ، بل ويهديه الى معرفة صفات الله الحسنى ، والى طائفة كبيرة من تعاليمه وقيمه.
ان نظرة واحدة الى الكون تهدينا الى ان الله عادل ، وأنه رحيم يحب الخير والإحسان ، وانه يكره الفسوق والظلم والفاحشة ، ونحن نعرف ذلك من خلال العدالة المنتشرة في أرجاء الكون ، ومن خلال الرحمة التي تتمثل في نعم الله على الحياة ، ومن خلال وصول كل فرد الى جزاء عمله ، وهكذا يعرف العقل قيم الله التي تطابق الرسالات السماوية التي يوحي الله بها الى الأنبياء ، فبنظرة واحدة الى برنامج الرسالات يكتشف الفرد صدق هذه الرسالة وارتباطها بالله ، وانها تتفق وقيم العدالة والخير والرحمة ، وانها بالتالي أنزلت بعلم الله.