تحطم نفسيته أيام فقره وحاجته ، ولو لم تحطم سمعته امام الناس وينظر اليه كطبقة هابطة ومنبوذة في المجتمع ، وكذلك المسكين العاطل عن العمل اليوم قد يجد غدا عملا يناسبه ، فيصبح عضوا فعالا في جسم المجتمع ان لم يشعره المجتمع أيام مسكنته بأنه من طبقة منبوذة.
من هنا يركز القرآن على ضرورة إعطاء الطبقات المحرومة جرعات روحية بالاضافة الى توفير الحاجات المادية لهم ، لتساعدهم تلك الجرعات على مقاومة واقعهم بأنفسهم ، أو لا أقل لكي يحظوا بالسعادة من تقدير المجتمع لهم ، وعدم النظر الى وضعهم الاقتصادي المنحط.
كما تدين تدان :
[٩] وبمناسبة الحديث عن الإرث بيّن القرآن مرة أخرى حكم اليتيم باعتبار ان كثيرا من الأموات يتركون ذرية صغارا من ورائهم ويتعرض هؤلاء لطمع الجشعين ، وأخذ القرآن يحرك فينا خوفنا الفطري من الموت ، وضياع ذريتنا من ورائنا وقال لو لم يحترم المجتمع حقوق اليتامى فكل فرد مهدد ان تغتصب حقوق يتاماه غدا كما يغتصب هو حق اليتامى اليوم. إذا ... فان لم يكن لله فلأنفسنا نحافظ على حقوق اليتامى.
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ)
اذن فلا يظلمون ذرية الناس ما داموا هم أصحاب ذرية يخشون عليهم لو ماتوا ... أفلا يعرفون ان من طرق باب الناس طرق بابه.
(فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)