وإذا كان الجاهليون قد تعودوا على هذه العادات السيئة فعلينا مقاومتهم وإياها ، وعدم التنازل لهم فيها ، ذلك لأن خطا واضحا قد رسم بيننا وبينهم فقد يئسوا منا ونحن بدورنا لا يجب أن نداهنهم ، ولا نتنازل عن بعض واجباتنا استسلاما لهم.
علينا ان نعرف ان ديننا كامل لا نقص فيه ، فلما ذا نرجع للعادات الجاهلية للاخذ منها.
(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)
الإسلام هنا بمعناه اللغوي الذي استخدمه القرآن في سائر الآيات بمعنى التسليم لله ولمناهجه وانه دين الله الذي ارتضاه لنا ويتجسد في تقوى الله ، واتباع مناهجه ، وفي طاعة رسول الله وأولي الأمر من بعده الذين يشكلون الامتداد الرسالي والطبيعي لخط الله والرسول.
وبما ان سورة المائدة جاءت بعد سور القرآن كلها ، فان قضية تكميل الدين طرحت فيها ، وبالطبع تكون قضية القيادة الاسلامية هي أبرز وأهم القضايا المعلقة التي كمل بها الدين بعد نزول سورة المائدة ، وعرف الناس ان الائمة المعصومين عليهم السلام هم القادة الرساليون للأمة سواء حكموا البلاد سياسيا أم لا ... وسواء قاموا بمصالح الأمة العليا أم لم يقوموا.
بيد أن القيادة لا تعني شيئا في منطق الإسلام لو لم تنفصل عن رواسب الجاهلية ، بل لو لم تتحد الجاهلية بشجاعة ومن دون خشية ، وتطبق تعاليم الإسلام.