ليس عبثا! بل بسبب اتباعكم للرسل الذين جعل الله فيكم.
[٢١] بعد ان بيّن موسى لقومه دور الأنبياء ومسئولية الأمة تلقاء الأنبياء ، وبعد ان ذكرهم بأن في اتباع الأنبياء يصبح بنو إسرائيل ملوكا في الأرض ، أمرهم بدخول الأرض المقدسة (فلسطين) بعد ان قادهم من مصر عبر البحر الى تلك الأرض ، وكان امر موسى حازما يشبه الأوامر العسكرية إذ قال :
(يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ)
إن الله كتب لبني إسرائيل آنئذ بدخول فلسطين ، لأنهم كانوا يمثلون الأمة المؤمنة الوحيدة ولأن حكام فلسطين كانوا قوما جبارين يفسدون في الأرض.
ثم حذرهم موسى من ان رجوعهم يسبب لهم الخسارة.
التبرير افيون الحضارة :
[٢٢] أما رد بني إسرائيل فكان جبانا بما فيه الكفاية وفوق ذلك وعلى أساس ايدلوجي فهو خاطئ ، وهو أن على الأنبياء ان يهيئوا غيبا كل وسائل التقدم المادي بعيدا عن جهد البشر ولذلك قال بنو إسرائيل وبلا خجل :
(قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ)
وانما كرروا كلمة موسى استعطافا وتذكيرا بدوره الغيبي في عبور البحر ، وهلاك فرعون ، ولذلك شبهوا حكام فلسطين بحاكم مصر السابق ، وان كليهما كان جبارا.