من فكرة سلبية متخلفة ، حيث زعموا ان على الله ان يوفر لهم النصر ويقدمه إليهم في طبق من ذهب.
(قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها)
واستخدموا أنواعا من التأكيد اللفظي في رفض دخولهم المدينة لقتال الجبارين فيها فقالوا : (لن) الدالة على نفي الأبد ، وأضافوا إليها كلمة أبدا للدلالة على ان كل المحاولات المبذولة لإقناعهم بضرورة الجهاد ، ستذهب سدى ، وان الحل الوحيد هو صنع النصر واعطاؤهم إياه جاهزا.
(فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ)
ان نظرة الناس الى الدين تختلف اختلافا يكاد يكون متناقضا فبينما يؤمن البعض بالدين ليجدوا فيه برنامجا للعمل الصادق ، وأسلوبا للتضحية السخية ، وقيادة رشيدة للجهاد من أجل التحرر والتطوير ، نجد آخرين يؤمنون بالدين وبالقيادة الدينية لتحمل عنهم مشاكل الحياة وتقوم بدلا عنهم بالعمل من أجل حلها.
وإذا لم تحلّ مشاكلهم بالدّين صبوا عليه جام غضبهم ، وكفروا به وبقيادته كما يفعل المسلمون اليوم الذين نبذوا الدين لأنه لم يمنحهم التقدم ، بينما السبب في تخلفهم انما هو تقاعسهم عن العمل الصادق.
النصارى الذين زعموا ان المسيح يفديهم بنفسه ويخلصهم من شرور أنفسهم ، ومن سيئات أعمالهم كانوا من هذا النوع ، واليهود الذين وكلوا الله عنهم في الحرب كانوا هكذا أيضا من أصحاب هذه الفكرة.
بينما المسلمون الصادقون استجابوا للرسول عند ما ناقشهم في الحرب (في