يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ)
وتوحي هذه الآية بأن تطهير القلب شرط مسبق لهداية الله.
[٤٢] والفئة الضالة التي تفسد آراء الناس ، هم كبار الأحبار الفساق ، ورجال البلاط وكبار الاقطاعيين ومن أشبه. وهم بؤرة الفساد التي تتجمع فيها ضلالات الأولين والآخرين ، لأنهم يبحثون عنها ليجعلوا منها حجابا بينهم وبين الرسالة فهم :
(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ)
لأنهم يعرفون ان الرسالة تحمل هدى ونورا وبالتالي تعطي الناس ثقافة غنية سليمة ، والناس لا يمكنهم ان يعيشوا في الفراغ ، ولذلك لا بد من خلق ثقافة باطلة أو استيراد ثقافة باطلة لتملأ فراغ الناس الفكري ، وليزعم الناس : انهم وصاحب الرسالة سواء في الفكر والعمل ، حتى لا يستهوي علم صاحب الرسالة وهداه جماهيرهم ، وحين يريد الطاغوت صناعة ثقافة باطلة ليجعل أمام كل حق رسالي باطلا من نفسه ، فانه يبحث عن الكذابين والدجالين في كل مكان حتى يستخدمهم في هذه المهمة القذرة. من هنا يصبح سماعا للكذب.
وانما يهدف من وراء ذلك الوصول الى اهدافه الرخيصة في بعض المتاع الذي يسميه القرآن بالسحت فيقول :
(أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ)
السحت لغويا : القشرة العفنة المنفصلة عن الجسد ، المليئة بالجراثيم الفاسدة ، وما يأكله هؤلاء من أموال المستضعفين. هو ذلك السحت الذي يفرزه الوضع