اي لعنوا وابعدوا من بركات الله بسبب قولهم الفاسد ، اما ربنا سبحانه فان قدرته لا محدودة ، وهو ينفق من هذه القدرة حسبما تقتضيه حكمته البالغة.
(بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ)
ان رؤية اليهود الجامدة الى الرسالة الجديدة والى كل جديد ، وكفرهم بامكانية التجديد أصبح حجابا بينهم وبين نور الرسالة لذلك كلما تليت عليهم ايات الرسالة ازدادوا طغيانا.
(وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً)
لأنهم كانوا يزعمون أنّ كل جديد بدعة يجب محاربته ، فلذلك كانوا يتوغلون أكثر فأكثر في خرافاتهم القديمة.
وربما بسبب الرؤية الجامدة والثابتة الى الحياة ، واعتقادهم الراسخ بان الله لا يطور الحياة ارتبطوا بألفاظ وقوالب معينة جمدوا عليها واختلفوا فيها ، واستمرت الخلافات هذه بينهم الى يوم القيامة ، ولم يدفعهم تطور الحياة الى العودة الى جوهر رسالتهم وترك القوالب الجامدة التي تشبث كل فريق بجانب منها وتعصب لها ، لذلك أعقب القرآن الحكيم على السلبيات السابقة سلبية الخلافات الداخلية وقال :
(وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ)
وإطفاء الله لنيران الحرب التي أوقدوها دليل على التدبير المباشر لربنا لشؤون الحياة ، كما ان كل خطة محكمة تفشل بما يسمى بالصدفة ، وكل رأي سديد ينقض بسبب ما يقال : بأنه الدهر والليل والنهار ، وكل تقدم وانتصار يتحقق