ان لا يجد من هو أرحم به من الله وأكثر غفرانا. فلما ذا يتصور ان هناك من يخلصه من الله ما دام الله لم يسد عليه أبواب رحمته ... فليعد الى ربه ليجد في رحابه كل خير.
[٧٥] الثاني : ان المسيح ليس سوى بشر ، وهل البشر قادر على أن ينقذ الناس من غضب الله.
ان المسيح كان قد ولد من أم وهذا أول وأبرز أدلة عجزه ومحدوديته ، وبالتالي فهو مخلوق ، ثم انه كان يأكل الطعام ومن دون الطعام كان سيموت مما يدل أيضا على انه لم يكن سوى بشر ، وهل يقدر من يحتاج إلى الطعام ، أن يقاوم إرادة الله ، خالق الطعام ، والشراب ، ومالكهما.
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)
لذلك لا تصبح معاجزه أو علومه دليلا على أنه إله ، لأن كل الرسل أيضا مثله يملكون معاجز ويعلمون بعض الغيب.
(وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ)
فليس هو أو أمه من نوع الآلهة الذين لا بد ان يكونوا بغنى عن الطعام.
(انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
[٧٦] ثم ماذا يغني عنكم المسيح ، ما دام لا يغني عن نفسه غائلة الجوع ، إلا بالجهد وبوسيلة مادية اي بالطعام.
(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)