تلك النعم التي كانوا يحرمونها على أنفسهم بسبب من الأسباب ... مثل البحيرة والسائبة و.. وحيث انها كانت تنذر للالهة ، ثم بعد ان يذبحها أصحابها تترك في ارض الله لا يمسها أحد بسوء.
وقد بين القرآن الحكيم ان هذه النعم حلال على الناس ، وان الله لم يحرمها عليهم وذلك :
اولا : لان النذر للالهة حرام ، وحرام كل شيء يمت بعبادة الأصنام ، وحتى الذبيحة إذا كانت باسم الآلهة فانها تحرم حتى لو استوفت سائر شروط الذبح الاسلامية لمجرد انها ذبحت باسم الأصنام.
ثانيا : لان ذلك تشريع من دون اذن الله ، وهو بدعة وضلالة وشرك.
ثالثا : لان الله لا يحرم على البشر الطيبات وحتى الهدي والقلائد ليست محرمة على الناس بل هي للناس جميعا ، وفرق كبير بين التشريع الجاهلي الذي كان يذبح البهائم الحلال باسم الآلهة ، وبين التشريع الاسلامي الذي يأمر بذبحها من أجل استفادة جميع أبناء المجتمع منها.
الإسلام يحرر الطيبات من الملكية الخاصة ـ في بعض المناسبات ـ من أجل ان تكون فوائدها مشاعة ، اما الجاهلية فانها تحرمها على كل الناس وتدعها بلا فائدة على أحد :
(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ)
لأنها جميعا تخالف سنة الله في الحياة التي تقضي بتسخير الأشياء لخدمة الإنسان.