الاسرة ، ليس سوى تقرير للوضع القائم فطريا ، فهو لم يبدع حقيقة بل أقرّبها تمهيدا لتنظيم القيادة ، وتحديد اطار مناسب لها يمنع الزوج من تجاوزه.
القرآن يسمي النظام ب (القيام) ، ويسمي المنظم ب (القيم) و (القائم بالأمر) ، والقائم يبالغ فيه ويقال قوام (مثل ضارب ، ضراب ، صائم ، صوام ، وهكذا) وقد استخدم القرآن هنا كلمة قوام للتعبير عن تحمل الرجال لتنظيم شؤون نسائهم بشكل مستمر ، ويحمل هذا اللفظ معنى المسؤولية التامة عن شؤونهم.
(الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ)
ويجيب القرآن على ذلك فيقول بسببين :
(١) بالجهد الذي يبذله هؤلاء ، ذلك الجهد الذي يجعل بعض الرجال أفضل من بعض في المراتب الاجتماعية ، فبعضهم يصبح غنيا ، والبعض فقيرا ، وبعضهم يصبح مفكرا ، والبعض عاملا ... وهكذا وكذلك الرجال أكثر جهدا وأصعب عملا من النساء. ولذلك تحملوا المسؤولية دون النساء.
ولأننا نقبل تفاضل الرجال فيما بينهم بسبب الجهد الذي يبذله البعض دون الآخر ، فلا بد أن نقبل أفضلية الرجال على النساء لذات السبب.
(٢) بالعطاء فعلى الرجال أن ينفقوا على النساء ، بل أن طبيعة الرجال وفطرتهم الصافية تدفعهم الى الإنفاق على النساء ، وقد بين التشريع السماوي هذه الطبيعة ، وفرض على الرجال الإنفاق على النساء.
وبكلمة : المسؤول (والقائد والمنظم) يجب أن يكون الأكثر جهدا والأكثر إنفاقا من النساء ، ولذلك فهم المسؤولون الطبيعيون عن الاسرة ، وسوف يفقدون هذه المسؤولية بقدر توانيهم عن العمل أو العطاء.