وإذا كانت القيادة للرجال ، فعلى النساء الطاعة ، فالمرأة الصالحة هي الأكثر طاعة لله ولزوجها ، والأكثر حفظا لفرجها الذي اختص به الزوج ، ولقد زوّد الله المرأة بالحياء الفطري والعلاقة الرقيقة بالزوج ، وأمرها بأن تحفظ نفسها عن التعلق بغير الزوج وقال :
(فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ)
حافظات للغيب : أي تحفظ نفسها عن الزنا في غياب الزوج.
اما إذا تجاوزت المرأة حدها ، ولم تطع الزوج في حقوقه ، بل بدأت تنظر فيما وراء حصن الزوجية ، هنالك يعطي الإسلام الحق للزوج بأن يفرض النظام على مملكته داخل البيت بالقوة المتدرجة ، فيبدأ بالنصيحة ، ثم يبتعد عنها في الفراش ليشعرها بالوحدة ، ثم يضربها ضربا خفيفا (وقد جاء في الحديث يضربها بالمسواك) كل ذلك ليعبر عن انزعاجه وغضبه من تصرفاتها. ويبدو أن المرأة العادية تستجيب لهذه العقوبات ، وعليه فلا بد للزوج أن يقتصر عليها ، ولا يستخدم العقوبات في فرض الظلم في البيت ، بل فقط في فرض الحقوق ، وليعلم الزوج أن الله أكبر منه ، وأنه لو ظلم الزوجة فان الله سوف ينتصر لها.
(وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً)
متى تبدأ مسئولية المجتمع
[٣٥] متى تنتهي حدود القيادة التي منحت للزوج ، وتبدأ مسئولية المجتمع حين يكون الخلاف بينهما حادا وجذريا ، فلم يكن الخلاف في بضعة حقوق تقصر فيها الزوجة ، بل تهم متبادلة وحقوق ضائعة ، هنا لا يجوز للزوج أن