فالعبادة لله والطاعة له ، وللوالدين وسائر أبناء المجتمع الإحسان.
(وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ)
ذو القربى هم رحمك الذين تشترك معهم في الأسرة أو العشيرة الواحدة ، فعليك أن تحسن إليهم سواء كانوا أغنياء أو فقراء ولكن دون أن تعبدهم ، وهذا يعني انه لا يجوز لكأن تربط مصيرك بمصيرهم دون استقلال فكري لأنه جاهلية وشرك ، ودون أن تخالف النظام الاسلامي في تأييدك للأقارب ، ولا أن تنصرهم ضد المظلومين ، وتجادل عنهم في الباطل ، كما يفعل الجاهليون الجدد اليوم في مجتمعاتنا الفاسدة.
ان النظام العشائري مطلوب في المجتمع الاسلامي ، بشرط أن يكون اطارا للتعاون البناء ، والتفاعل الفكري والاجتماعي ، دون ان يكون وسيلة للعصبية ، وسحن حقوق الناس ، وتجاوز قيم الرسالة.
وبعد الأقارب يأتي اليتيم ، وعلى أبناء المجتمع الّا يحسبوا اليتيم فقيرا أو مسكينا يحتاج الى دعمهم المادي فحسب ، بل عليهم أن يغدقوا عليه من حنانهم كما لو كان قريبا من أقاربهم ، ولذلك فضله القرآن عن المساكين.
وفي المرحلة الثالثة يأتي المسكين وهو الذي أسكنه الفقر ، ويجب أن تكون علاقتك بالمسكين هي علاقتك بالوالدين العطاء دون خضوع أو تسليم ، كما هي ذاتها علاقتك مع الأغنياء بلا فرق.
اما المرحلة الرابعة فيأتي دور الجار القريب ، والجار الملاصق ، وإذا كانت العلاقة بين الجيران (والذين كان تربطهم القرابة قديما في الغالب) علاقة الإحسان ، سهل التعاون بينهم ، وتحولوا الى قوة بناءة داخل المجتمع المسلم.