ذلك ان المجتمع المسلم يستفيد من كل العلاقات الطبيعية كالقرابة والجوار وغيرهما من أجل تأصيل جذور المجتمع في أنفس الأفراد ، وتحويلهم الى كتلة صخرية تقاوم الانحرافات ولكن بعد أن يهذبها تهذيبا كاملا.
(وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ)
والجار الجنب : أي الملاصق.
ثم تأتي مرحلة الزمالة سواء كانت في الطريق ، أو في الدراسة ، أو في الشغل ، انها إطار جيد للتعاون البناء ، بيد أن المشكلة هي حب الذات والبخل والشح النفسي ، مما يشكل عقبة في طريق التعاون ، والإسلام يأمر بتصفية هذه العقبة عن طريق الإحسان.
فانك حين تحسن الى صاحبك بالجنب (زملك). فانك سوف تكسبه وتكسب ودّه وتمهد الطريق لتعاون بناء.
(وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)
والغريب الذي فقد ماله علينا ان نضيّفه ونعينه حتى يعود الى بلده ، ومما ملكت أيدينا من أسراء الحرب علينا أن نحسن إليهم ، فلا نتعالى فوقهم بالباطل لمجرد أننا أرفع درجة منهم في المجتمع.
(وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً)
البخل مرض الأغنياء
[٣٧] الجبل الراسي ينحدر منه السيل بقوة واندفاع ، ولكن دون أن تتأثر صخوره الصلبة بأمواج السيل أو بهديره ، كذلك المؤمن ينحدر منه الإحسان الى