كل جوانب الحياة ، ولكن دون أن يسبب الإحسان في ضعفه أو استسلامه.
المؤمن لا يتعالى على الفقراء ، وفي ذات الوقت لا يسمح أن يتعالى عليه الأغنياء ، ولا يخضع لرجال العلم ولكنه لا يمنع نفسه فضلهم ، بل يحسن إليهم كما يحسن الى الفقراء دون فرق.
اما الأغنياء الذين يريدون أن يفرضوا عليه سلطانهم ، فالمؤمن يثور عليهم ولا يخضع أبدا لما لهم ، ولا يخشى عقابهم.
ولكن بما ان أغلب الأغنياء يفرضون سلطانهم على الضعفاء بشكل أو آخر ، فان القرآن بدأ حديثه عن سلبيات هذه الطبقة الاسقاطها في أنظار الناس ، الّا إذا التزموا بشروط الطاعة لله والرسول والقيادة الاسلامية ، والإنفاق في سبيل الله بإخلاص تام ، وقال : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً)
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)
المختال : هو المغرور بثروته أو أي ميزة اخرى له ، والفخور هو المتظاهر بهذه الثروة والمتكبر بها على الناس ، وهذه الصفة النفسية ناشئة من الشعور بالضعف والنقص ، ومحاولة جبران هذا الشعور بالاختيال والفخر والتكبر.
ان الإنسان يختال بنعم الله عليه ، ويتطاول على الناس بها ، والطبقة الغنية هي الأكثر تعرضا لخطر هذه الصفة. أما الممارسات السلوكية التي تفرزها هذه الصفة السيئة فهي البخل ، لأن المختال بماله يخشى أن ينفلت المال من يديه فيفقد شخصيته ، ولذلك يحرص على المال حرصه على حياته وشخصيته وكرامته ، ويعتبر بالمال القيمة الوحيدة في حياته.
ولكن البخيل المختال بماله سرعان ما يكتشف ان الذين ينفقون أموالهم