يكتسبون شهرة واسعة وعلوا عند الناس ، فيبدأ ينهى الناس عن الإنفاق حتى يصبحوا مثله ويجعل رسالته في الحياة الصد عن سبيل الإنفاق.
وحين يشتد ضغط الناس عليه بضرورة الإنفاق ، تراه يكتم عن الناس ثرواته ويتظاهر بالفقر ، وفي بعض الحالات يكتم المختال ثروته خوفا عليها ، وحفاظا لها عن أعين المنافسين.
ويقع البخيل فيما هرب منه ، أوليس هرب من الفقر وما فيه من صفة اجتماعية وقيود مادية ، فها هو عاد فجلب الى ذاته كراهية الناس ، كما قيد نفسه عن الإنفاق ، وكتم نعم الله عليه ولم ينتفع بها ، أو ليس هذا فقرا أشد ألما من عدم الفقراء ومسكنة الصعاليك ، من هنا جاء في الحديث : (البخل فقر حاضر)
وينهي القرآن الآية بهذه الكلمة :
(وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً)
للايحاء بأن كتمان نعم الله ، والبخل بها ، والاختيال والفخر ، انما هي كفر بالله ومما آتاه الله للإنسان من نعم الحياة ، وبالنسبة للمختال يهيء له الله عذابا مهينا ، جزاء تطاوله على الناس وتكبره عليهم.
المرائي شيطان ناطق
[٣٨] بلى طبقة الأغنياء تنفق المال ولكن لمن؟ ولماذا؟
انها تنفق المال لأولئك المتملقين الذين يكيلون لهم الثناء الباطل بغير حساب ، ويزينون للناس صورتهم القبيحة ، وهم يقصدون من وراء ذلك امتصاص المزيد من جهد الناس وحقوقهم.