وبالاضافة الى هذا الاعداد ، فان الغسل والوضوء يعطي المؤمن أناقة تساعد على تبادل الحب مع إخوانه ، والتعاون معهم على البر والتقوى.
مظهر الشخص الذي لا يزال النعاس يملأ عينيه ، والرائحة تتصاعد من حلقه ، وتكسو وجهه آثار النوم والكسل ، إن هذا المظهر لا يساعد على التعاون وتبادل الحب بين المسلمين.
وكذلك الذي يحمل في جسمه آثار المعاشرة الجنسية ، أو قذارة الحاجة الطبيعية ، انه مظهر كريه ، وان دل على شيء فانما يدل على اهانة الآخرين ، وعدم القيام بواجب احترامهم.
من هنا بيّن القرآن في مجال حديثه عن المسؤوليات الاجتماعية ، واجب الاغتسال والوضوء أو التيمم وقال :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)
الصلاة عادة تكون في المساجد وبشكل جماعي ، فالاقتراب منها اقتراب من الاخوة المؤمنين ، ويدل على ذلك قوله بعدئذ (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) أي عابري السبيل من خلال المساجد.
والسكر هنا قد يكون سكر النوم ، أو سكر الخمر قبل أن تصبح حراما ، اما بعد أن أصبحت محرمة فان اقتراب المخمور من مجامع المسلمين يعتبر أشد حرمة ، لأنها اهانة لمقدسات الامة.
ويرتفع سكر النوم بالوضوء حيث يعود الى الفرد رشده ويصبح كلامه بوعي كامل ، ويتجنب المسلمون النزاعات التافهة التي تنشأ بسبب النعاس وابتداء