وكان أوّل مظاهر تطرّفهم : تكفير خصومهم واستباحة دمائهم وأعراضهم. وبقيت هاتان الخصلتان ملازمتان للتطرّف الديني أيّاً كان اتّجاهه : السطحية في التكفير المتمثّلة بالتأويلات الفاسدة ، وتفكير الخصوم واستباحة دمائهم وأعراضهم.
لقد توزّعت طوائف الغلاة على المذاهب الإسلامية كافّة ، حتّى لم يبقَ مذهب من المذاهب إلّا وظهر الغلو بين أصحابه أو من يُحسب عليه.
ـ فمن بين المارقين أنفسهم ظهرت طوائف غلت في الدين فوق غلوّهم الأوّل ، فقال بعضهم إنّ الصلاة ركعة واحدة بالغداة وركعة بالعشيّ فقط.. وآخرون استحلّوا نكاح المحرّمات من بنات البنين وبنات البنات ، وبنات بني الأخوة والأخوات ، وقالوا : سورة يوسف ليست من القرآن..
وطوائف كانوا من المعتزلة ثمّ غلوا وقالوا بتناسخ الأرواح..
وطوائف من المرجئة ، قالوا : إن إبليس لم يسأل قطّ النظرة ، ولا أقرّ بأنّ خلقه من نار وخلق آدم من تراب..
وآخرون كانوا من « أهل السنّة » فقالوا : قد يكون في الصالحين من هو أفضل من الأنبياء ومن الملائكة عليهمالسلام ، وأنّ من عرف الله حقّ معرفته فقد سقطت عنه الأعمال والشرائع ، وقال بعضهم بحلول الباري في أجسام..
وطوائف عُدّت من الشيعة
والتشيّع برئ منهم لغلوهم ، فقال بعضهم بأُلوهيّة عليّ بن أبي طالب والأئمّة عليهمالسلام من بعده ، ومنهم من قال بنبوّته ، وبتناسخ
الأرواح ، وقالت طائفة منهم بأُلوهية أبي الخطّاب محمّد بن أبي زينب مولى بني