ـ عن عليّ عليهالسلام وهو يردّ شبهة علقت في ذهن أحدهم ، قال : « لعلّك تظنّ قضاءً حتماً وقَدَراً لازماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم يكن علي مسيءٍ لائمة ، ولا لمحسن محمدة.. تلك مقالةُ عَبَدةِ الأوثان وخصماء الرحمن ، وقَدَرية هذه الاُمّة ومجوسها.. » ! فهو إلى هنا ينقض مقولة الجبرية ويسمّيهم بالاسم الذي هو أوفق بهم « القَدَرية » لأنّهم الذين أثبتوا القدر اللازم.. ثمّ يُخبر بأنّ هؤلاء هم المرادون في حديث « القدرية مجوس هذه الاُمّة » وليس خصومهم القائلين بالتفويض !
ثمّ يواصل عليهالسلام كلامه قائلاً :
« إنّ الله عزّوجلّ كلّف تخييراً ، ونهى تحذيراً ، وأعطى على القليل ، ولم يُعْصَ مكرَهاً ، ولم يخلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من النار » ! (١) وهذا ردّ على الفريقين : الجبرية والمفوضة معاً.
ـ الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : « إنّ الناس في القَدَر على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أن الله عزّوجلّ أجبر الناس على المعاصي ، فهذا ظَلَمَ الله في حكمه ، فهو كافر.. ورجل يزعم أنّ الأمر مفوّض إليهم ، فهذا قد أوهَنَ الله في سلطانه ، فهو كافر.. ورجل يزعم أنّ الله كلّف العباد ما يطيقون ولم يكلّفهم ما
_____________
(١) نهج البلاغة / تحقيق الدكتور صبحي الصالح : ٤٨١ / الحكمة ٧٨ ـ منشورات دار الهجرة ، والتوحيد / الصدوق : باب ٦٠ / ح ٢٨ ـ مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم.