حضارية هامّة ، إلّا أنّه قد خلّف أثراً سلبياً ، تمثّل في تسرّب الكثير من المقولات الفلسفية الواردة إلى الثقافة الإسلامية ، ودخوله في اُمّهات المسائل العقيدية التي تناولها المتكلّمون.
وأسوأ الآثار إلى تركها هي تلك التي دخلت في بحوث « الصفات » صفات الخالق البارئ ذي الجلال والإكرام..
والحقّ أنّ مباحث الصفات كانت قبل عصر الترجمة مصدراً للنزاع والانقسامات ، ثمّ زادها ذلك تعقيداً وتعميقاً.
انقسم المسلمون في تفسير صفات الله تعالى إلى ثلاث طوائف ولكلّ طائفة فريقان (١) :
ذهبت الى أنّ آيات وأحاديث الصفات يجب أن تجري على ظواهرها.. ثمّ انقسموا في معنى هذا الكلام إلى فرقتين :
الفرقة الأولى : ذهبت إلى أنّ المستفاد ممّا جاء في القرآن والحديث في الصفات ، من قبيل « يد الله » و « عين الله » و « وجه الله » ونحوها ، أنّها جوارح (أعضاء) كجوارح المخلوقين ! ووصفوه تعالى شأنه بالجسمية ، فقالوا هم جسم ، وهؤلاء هم « المشبّهة » و « المجسّمة ».. والذي ثبت على هذا الاعتقاد فرقتان ،
_____________
(١) هذا التقسيم الشامل تجده في مجموع الفتاوى / ابن تيمية ٥ : ١١٣.