والقُبح العقليين ، فجعل الحَسَن ما حسّنه الشارع والقبيح ما قبّحه الشارع وليس للعقل دور في معرفة ذلك.
ولم يفرّق في العقيدة بين السنّة المتواترة وأحاديث الآحاد.
وجعل الصفات الثبوتية ـ العلم ، والقدرة ، والحياة ، والإرادة ، والكلام ، والسمع ، والبصر ـ صفات قديمة قائمة بذاته ، لا يقال : هي هو ، ولا هي غيره ، ولا لا هو ، ولا غيره.
وجوّز تكليف ما لا يطاق ، وتعذيب المحسن ، ثواب المسيء.. أمّا مصدر عقيدته في الإمامة والتفضيل فإنّما هو الواقع التاريخي لا غير (١).
نسبة إلى مؤسّسها أبي منصور الماتريدي الذي توفي سنة ٣٣٣ هـ وكان معاصراً للأشعري ، غير أنّه كان بعيداً عنه ، في ماتريد من ولاية سمرقند ، وهو حنفي المذهب ، درس فقه أبي حنيفة ورسائله الصغيرة في الكلام وقد قرّر بعض العلماء أنّ آراء أبي حنيفة في العقائد هي الأصل الذي تفرّعت منه آراء الماتريدي.. ولما كان أبو حنيفة يمنح العقل دوراً كبيراً في الفقه والمعرفة ، خلافاً لأصحاب الحديث ، فقد ظهرت آثار ذلك في المذهب الماتريدي وميّزته كثيراً عن المذهب الأشعري..
فالأشعري قال : إنّ معرفة الله واجبة بالشرع.. أمّا الماتريدي فقال : يمكن للعقل إدراك وجوبها..
_____________
(١) اُنظر : الملل والنحل ١ : ٨٥ ـ ٩٤ ، المذاهب الإسلامية : ٢٦٥ ـ ٢٧٩.