الفصل الثاني
الواقع التاريخي للخلافة ونظام الغَلَبة وأثرهما في نشأة المذاهب والفرق
هناك عوامل أساسية إليها يرجع تمزّق وحدة الاُمّة بعد الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وانشعابها إلى فرق متعدّدة تميّزت كلّ واحدة منها بشيء من الاُصول وكثير من الفروع التي أصبح بعضها شعاراً للفرقة لا تفرّط فيه وإن لم يكن له أصل في الدين ، ولا يشاركها فيه غيرها وإن كان هو السنّة الخالصة !
وسوف يقتصر بحثنا هنا على العوامل الأساسية في نشأة الفرق ، مع التعريف المركّز بالفِرق المندرجة تحت كلّ واحد من هذه العوامل ، غير ناظر إلى المذاهب الفقهية واُصولها ، فهذه الأخيرة رغم كونها وثيقة الصلة بما نحن فيه ـ كما سيظهر من بعض الأمثلة الآتية عرضاً ـ إلّا أنّ لها ميدانها الآخر الفسيح الذي يخرجها عن تلك العوامل.
وأولها ، وهو ما سنتحدّث عنه في هذا الفصل ونرجىء الكلام في العوامل المتبقّية إلى محلّها من هذا البحث ، وهو الواقع التاريخي للخلافة ، ونظام الغلبة ، والمشروع الثقافي الذي صحبهما.