والثاني : آراء الدارسين والنقّاد ، التي حلّقت في فضاء رحب ، فلا يكاد يضبطها ضابط.
٢ ـ ليس من الضرورة أن يكون اسم الفرقة تعبيراً صادقاً عن هويّتها ومبادئها ، ليكون وحده كافياً في إعطاء صورة كلّية واضحة عنها ، فقد يكون هناك تطابق تام ، وقد يكون على درجات متفاوتة ، وقد لا يكون أصلاً.
عند استحضار هاتين الملاحظتين نستطيع أن نكوّن نظرةً موضوعيّة ، وفهماً موضوعيّاً ، ننطلق منه لدراسة الفِرق الإسلامية كمبادئ ومفاهيم مجرّدة ، بعيداً عن التحميلات الخارجيّة ، سلبية كانت أم إيجابية ، وبعيداً عن أجواء التسميات وما تضفيه من ألوان جذّابة ، أو اُخرى منفّرة.
وهذه خطوة منهجيّة لا غنى عنها في أيّ دراسة موضوعيّة تتّصل بالفرق الإسلامية أو الموروث الفكري ، فهي الخطوة الأساس في قنوات شتّى ، منها :
أ ـ قناة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
ب ـ قناة التعرّف على حقيقة المذاهب الإسلامية.
ج ـ قناة التعرّف على مساحات الحركة الفكرية والعقلية والاجتهادية لدى الاُمّة الإسلامية ، والتي تُعدّ أساساً في التعريف بالمستوى الحضاري الذي بلغته الاُمّة في كلّ مرحلة من مراحل تاريخها.
د ـ قناة الصياغة النظرية لنشوء مفهوم إسلامي معيّن ، وتطوّره.
ه ـ قناة الإفادة من التراث الإسلامي في مصادره المتعدّدة.
وإنَّ (تصحيح التراث الإسلامي) سيكون الميدان الذي تلتقي فيه هذه القنوات مجتمعة.