الفصل الثالث :
أثر الكلام والفلسفة في نشأة المذاهب
الكلام : هو العلم المعني بإثبات العقائد الدينية عن طريق الحجج والبراهين ، والعقلية والنقلية ، كما عرّفه غير واحد من أهل العلم (١).. وهو عند المسلمين من حيث النسبة إلى مصدره يمكن تقسيمه إلى الأقسام الآتية :
١ ـ كلام يدور في حدود المعارف القرآنية : ينطلق منها ويعود إليها.. وهذا لا ينبغي النزاع في أصالته ، ولا نزاع أيضاً في أنّ رائده وأميره هو الإمام عليّ عليهالسلام في العديد من خطبه المحفوظة في التوحيد وفي الصفات وفي النبوّة ، والمعاد ، والإمامة.
٢ ـ كلام مصدره العقلية الإسلامية المتأثّرة : سلباً أو إيجاباً بالعوامل المؤثّرة في تشكيل الموقف العقيدي وصياغة المتبنّيات العقيدية.. ومن أمثلته ؛ الكلام في الجبر الناشئ في ظلال نظام الغَلَبة ، الذي أدّى إلى ظهور الكلام في التفويض المناقض له ، ومثله الكلام في الإرجاء والتكفير ، الذي كان سبباً في ظهور عقيدة « المنزلة بين المنزلتين » التي تقول إنّ مرتكب الكبيرة ، لا هو مؤمن كما تقول المرجئة ، ولا هو كافر كما تقول المارقة ، وإنّما هو في منزلة بين المنزلتين..
_____________
(١) اُنظر : الإمامة في أهمّ الكتب الكلامية / السيّد علي الحسيني الميلاني : ١٧ و ١٨ ـ منشورات الشريف الرضي ـ ط ١ ـ ١٤١٣ هـ.