هما : « الظاهرية » و « الكرّامية ».
الفرقة الثانية : أجروا هذه الألفاظ على ظاهرها ، ولكن خالفوا المجسّمة بالتصريح بالتجسيم والتشبيه ، فقالوا : نقول إنّ له تعالى يداً ووجهاً وعيناً وجارحة يسمع بها وأنّه مستقرّ على العرش استقراراً ، وأنّه ينزل إلى سماء الدنيا كلّ ليلة وأنّه يغضب ويفرح ، ولكن من دون أن نُشبّه ذلك بشيء من المخلوقات ، بل نقول إنها بالمعنى اللائق به تعالى !
وهؤلاء هم « الحشوية » من « أصحاب الحديث » و « السلفية » وهم لا يختلفون في النتيجة عن الفرقة الاُولى إلّا بالألفاظ ، فأولئك وصفوا جسماً مركّباً منفعلاً متغيّراً وصرّحوا بأنّه جسم ، وهؤلاء وصفوا الأوصاف ذاتها ثمّ قالوا : بلا كيف (١) !
والفريقان معاً يتّفقان على خبر غريب ، يرويه واحد عن واحد ؛ تفرّد به إسرائيل عن أبي اسحاق ، وتفرّد به أبو إسحاق عن عبد الله بن خليفة ، وتفرّد به عبد الله بن خليفة عن عمر ، وتفرّد به عمر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. وعبد الله بن خليفة الذي عُرفت الرواية باسمه مختَلَف فيه (٢) تقول روايته هذه : « إنّ كرسيّه ـ تعالى ـ وسع السماوات والأرض ، وإنّه ليقعد عليه فما يفضُل منه مقدار أربع
_____________
(١) اُنظر : مجموع الفتاوى / ابن تيمية ٥ : ١١٣ ـ ١١٤.
(٢) اُنظر : ميزان الاعتدال ٢ / ت ٤٢٩٠ ، تقريب التهذيب ١ : ٤١٢. ولأجل هذا ولعلل اُخر في سند الحديث ومتنه عدّه ابن الجوزي من الموضوعات ، وقال : هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. اُنظر : العلل المتناهية ١ : ٢١ باب ذكر الاستواء على العرش.