النظرية فهو التابعي الجليل والمحدّث الصدوق !
ـ ويذهب أصحاب الرأي الأوّل إلى أنّ التصوّف يعود إلى اُصول غير إسلامية ، إذ صنّف أحمد أمين الصوفيّة إلى ثلاثة أصناف : صنف تأثّر بالفلسفة اليونانية ، وصنف تأثّر بالفلسفة الهندية ، وأخذ الصنف الثالث اُصوله من النصرانية.
وعن الصنف الثالث يقول : أخذوا : (شيخ الطريقة) و (المريد) كما عند النصارى : (الكاهن) و (المهتدي) ! وأخذوا منهم نظام الرهبنة ، وأخذوا منهم أيضاً حلقات الذكر ونظامها (١).
وهذا التصنيف أقرب إلى تصنيف المستشرقين منه إلى تصنيف ابن تيميّة ، فابن تيميّة يستثني طائفة من الصوفية فيصحّح عقائدهم وسلوكهم ، ويذكر من أمثلتهم : الجُنيد ، وعبد القادر الجيلي ، وسهل التستري (٢).
أمّا المستشرقون : فمنهم من ذهب إلى أنّ الصوفية اُخذت عن النصرانية (٣) ، ومنهم من جعلها يونانيّة الأصل حتّى من حيث التسمية ، حين رأى مناسبةً بين كلمة (صوفية) وكلمة (سوفيا) اليونانية التي تعني : الحكمة. فهي تُشابه الصوفية لفظاً ومعنىً (٤) !
_____________
(١) يوم الإسلام / أحمد أمين : ٨٦ ـ ٨٧ ـ مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة.
(٢) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان / ابن تيمية : ٩٨ ، جماعة الدعوة إلى القران والسنّة ـ بيشاور ، وغيره.
(٣) مثالهم نيكلسون ، اُنظر : تطوّر تفسير القرآن : ١٠٠.
(٤) اُنظر : التصوّف في الإسلام / عمر فرّوخ : ٢٤ ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ ١٤٠١ هـ.