هاء ـ ثم يبصّرنا السياق بجزاء هؤلاء وان الله يزيدهم من فضله «نُورٌ عَلى نُورٍ».
ويبيّن القرآن صفات الكفر في الطرف الآخر من الصورة ليرينا مدى اتساع الهوّة بين الطرفين :
الف ـ فبينما نجد هنا المشكاة أو البيوت الرفيعة ، لا نجد هنالك الا سرابا لا حقيقة له في قيعة ، لا سور ولا حدود واضحة ، ولا موانع طبيعية.
باء ـ وهنا يتسع النور ، اما هنالك فظلمات فوقها ظلمات. أمواج البحر تغشاها سحب الليل.
جيم ـ وهنالك بيوت رفيعة ، يجللها نور الرسالة ، ويسمو بها ذكر الرب على شفاه رجال متعالين عن الدنيا ، يجب على العباد احترامها ، وتعظيم أهلها ، وطاعتهم ، أما هنا فظلمات بعضها فوق بعض ، لا تأوي من شر ولا تحمي من خطر ، وهم الطغاة وولاتهم الظلمة الذين يجب البراءة منهم ، و قد جاء في تفسير أئمة الهدى ان الظلمات «فتن بني أمية» (١) ، ويجري فيمن يتبع النهج الأموي الجاهلي من الطغاة والظلمة.
__________________
(١) المصدر / ص ٦١١.