سيقولون لله قل أفلا تذكرون
هدى من الآيات :
لقد مهد السياق القرآن في سورة (المؤمنون) للتذكرة بالله سبحانه ببيان العقبات النفسية التي تعترض سبيل الايمان ، وبعدها جاءت الآيات تستثير أعمق مشاعر الإنسان الفطرية. تلك التي تهديه لربه وخالقه. عبر تساؤلات فطرية. تفرض نفسها على وجدان الإنسان فرضا ، فمن الذي خلق السموات والأرض؟ ومن بيده حاكمية هذه السماء المترامية الأطراف ، والكون الذي لا نعلم حدوده؟ ومن هو صاحب القدرة العليا علينا ، فإليه يلتجئ الناس عند الشدائد؟
وتجيب الآيات على هذه التساؤلات بوضوح : انه (الله) القاهر فوق كل شيء ، وليس كمثله شيء ، وتتوجه اليه قلوب الناس بفطرتهم التي خلقهم الله عليها ، وكما قال الرضا (ع):
«بالفطرة تثبت حجته». (١)
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٤ ـ ص ٢٣٣.