وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً
هدى من الآيات :
لم يخلق الله البشر عبثا ، ولم يتركهم سدى ، فلقد وفّر لهم سبحانه جميع وسائل الهداية ، وعند ما تكون الاكثرية هي الكافرة ، فان ذلك لا يدل على انعدام الفرصة امامهم ، بل لان الايمان تكامل عظيم قلما يرتفع إليه إنسان. كما لا تدل قلة المصلحين الاجتماعيين أو المخترعين والعلماء على عدم أهمية العلم والاختراع ، أو الإصلاح الاجتماعي ، وانما هي مراتب عالية لا يصل لها الا القليل.
وان يرسل الله رسولا واحدا للعالم بأكمله لا يدل على ضآلة قيمة الرسالة عند الله حاشا ، بل العكس هو الصحيح فلعظمتها اكتفى بشخص واحد يبلغها البشرية كلها. وكما تكفي الشمس ان تكون مصباحا لكل الأرض والكواكب المحيطة بها ، فان رسول الله (ص) يكفي ان يكون بشيرا لكل العالمين.
وبالطبع لا يكون ذلك الا إذا تسلح بالقرآن وتحدى الكافرين دون طاعة لهم أو تنازل عن القيم ، فواحد يتسلح بالقرآن يمكنه الانتصار على الجاهلية العالمية