الإطار العام
أولى آيات سورة الحج تصور لنا أهوال الساعة بهدف بث روح التقوى من الله.
ولعلّ التقوى من الأهداف التي تحققها كل السور القرآنية ، الّا ان انعكاساتها على الحياة تختلف ، وقد سبق الحديث عند التدبر في سورة البقرة انّ آياتها تهدف بيان صبغة الله التي جعلها للامة المسلمة ، والتي تتجسد في التقوى. وتكاد تكون سورة الحج تأكيدا على تلك الصبغة ، حيث أنها تشرع بأمر الناس بالتقوى ، وتذكرنا بمناسك الحج ، وواجبات الجهاد ، وتنتهي ببيان خصائص الامة الاسلامية.
ولكن هذه السورة التي اختلف المفسرون في أنها نزلت بمكة أو المدينة ، أو فيهما معا تتميّز عن سورة البقرة ـ فيما يبدو لي ـ في انها شفاء للقلب من أمراض الغفلة والجدل والجهل والنفاق ، وهي تعالج أيضا الأعذار التي يلجأ إليها الإنسان هربا من المسؤولية! مثل التظنّي والتمنّي ، والاتكال على عبادة الأوثان ، والخوف من