بعدا للقوم الظالمين
هدى من الآيات :
لأن القرآن بذاته شفاء ، ولان سورة (المؤمنون) تعالج النفوس المريضة ، بذكر عبر الماضين لتصفي القلوب ، وتتصل بنور الايمان البهي ، ولان أمر التوحيد لا يخص قوما دون آخر ، فان السياق القرآني هنا يذكّر بعاقبة أولئك الذين كذبوا الرسول ، فأنذرهم بأنهم سيصبحون نادمين حين ينزل الله بهم العقاب ، ويعرفون انه جزاء أفعالهم ، وهكذا أخذتهم الصيحة ، جزاء عادلا لغفلتهم ، وجحودهم ، فاذا بهم غثاء كغثاء السيل ، تلاحقهم اللعنة ، فبعدا لهم لأنهم كانوا ظالمين.
وخلق الله قوما غيرهم ، ومضت سنته تعالى فيهم ، كلما كذبوا امهلهم حتى ينتهي أجلهم ، أما إذا جاء أجلهم ، فلا يتقدم ولا يتأخر ، والرسل يتعاقبون رسولا بعد رسول ، ولكنهم كانوا يكذبونهم ، فجعل الله بعضهم يتبع بعضا في الهلاك. حتى أصبحوا جميعا أحاديث تروى ، ولا أثر لهم في الحياة الا ما تحمله ذاكرة التاريخ من عبرهم ، وأمثالهم ، ولعنات الله لهم ، فبعدا لهم لأنهم لم يؤمنوا.