وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً
هدى من الآيات :
في اطار الحديث السابق عن الطاعة للقيادة الشرعية التي أمر الله بها ـ تلك الطاعة التي هي أحد اهداف التربية السليمة ـ يبين هذا الدرس : ان هناك مقياسا واحدا وحقيقيا لمعرفة مدى تسليم الإنسان لربه ، وبالتالي لمعرفة مدى عمق الايمان وصدقه ، وذلك المقياس هو : مدى طاعة الإنسان لقيادته الرسالية التي تجسد أوامر الله سبحانه.
والطاعة المقصودة هي الطاعة المستقيمة في أوقات الشدة والرخاء لا في الرخاء فحسب ، لأن الإنسان قد يكون مستعدا للطاعة ، ولكن في حدود القضايا البسيطة التي لا تكلّفه شيئا من الجهد ، أما حينما يؤمر باقتحام الصعوبات في الحياة كالجهاد ، فانه ينكص على عقبيه ، خسر الدنيا والآخرة ، وكثير أولئك الذين يتظاهرون بالايمان بل ويحلفون بأغلظ الأيمان وأشدها انهم يطيعون القيادة عند الشدة الا أنهم حين تأمرهم القيادة بالخروج الى الحري ينكثون فاذا بادعائهم مجرد حلف غطاء لنفاقهم.