ويؤكد ربنا سبحانه وتعالى على ضرورة الطاعة للقيادة الشرعية ، كالرسول (ص) ، واولي الأمر ، وانه يجب ان لا يقلق الإنسان بعد ذلك على المستقبل ، لان الله قد ضمنه للمؤمنين الذين يعملون الصالحات ، حيث وعدهم بالنصر والتأييد ، وأكد ان الرسول قد حمل الرسالة ، وأنتم حملتم طاعته.
ففي ساعة النصر ينسى الإنسان كل لحظات الصعوبة التي مر بها ، لذلك أكد الله سبحانه للمسلمين المؤمنين انه سيجعلهم خلفاء في الأرض ، بعد ان يهلك أعداءهم ، كما حقق ذلك للذين آمنوا وعملوا الصالحات من قبلهم ، والخلافة لا تشكل هدفا لذاتها ، بل هي وسيلة لهدف اسمى ، هو تطبيق حكم الله ، ومن ثم عبادة الله وحده وإسقاط سلطة الآلهة الباطلة.
وينهي القرآن الحديث في هذا الدرس بتسفيه فكر الكفار الذين يعتقدون بقدرتهم على فعل كل شيء ، إذ لا يمكن لأحد ان يقف أمام المد الايماني ، الذي تقوده رسالة الله ، ويتصدره المؤمنون الصادقون ، فليس الكفار بمعجزين في الأرض ، وليسوا بقادرين على ان يمنعوا حركة التاريخ من المضي قدما ضمن سنن الله في الطبيعة والمجتمع.
بينات من الآيات :
[٥٣] وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَ
الى معترك الحرب وسوح الجهاد ، فقد أقسموا على ذلك بأغلظ الايمان الممكنة ، وهل يحتاج الإنسان الصادق للحلف حتى يفي بالوعد؟!
قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
الطاعة الحق معروفة لان العمل يصدقها ولا تحتاج الى القسم ، فهل يحتاج